فصل: من أحاديث الخصوم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 من أحاديث الخصوم

أخرج أبو داود ‏[‏أبو داود في ‏"‏باب كيف يدخل الميت قبره‏"‏ ص 102 - ج 2، وابن أبي شيبة‏:‏ ص 130 - ج 3، والبيهقي في ‏"‏سننه‏"‏ ص 54 - ج 4‏.‏‏]‏ عن أبي إسحاق، هو‏:‏ السبيعي، قال‏:‏ أوصاني الحارث أن يصلي عليه عبد اللّه بن يزيد الخطمى، فصلى عليه، ثم أدخله القبر من قِبَل رجل القبر، وقال‏:‏ هذا من السُّنَّة، انتهى‏.‏ ورواه البيهقي، وقال‏:‏ إسناده صحيح، وهو كالمسند لقوله‏:‏ من السنة‏.‏

- حديث آخر‏:‏ أخرجه ابن ماجه في ‏"‏سننه ‏[‏ابن ماجه في ‏"‏باب إدخال الميت القبر‏"‏ ص 112، وقال الحافظ‏:‏ إسناده ضعيف‏]‏‏"‏ عن مندل بن علي أخبرني محمد بن عبيد اللّه ابن أبي رافع عن داود بن الحصين عن أبيه عن أبي رافع، قال‏:‏ سلّ رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ سعدًا، ورش على قبره ماءً، انتهى‏.‏ ومندل بن علي ضعيف‏.‏

- حديث آخر‏:‏ رواه أبو حفص عمر بن شاهين ‏[‏قال الحافظ في ‏"‏الدراية‏"‏‏:‏ إسناده ضعيف‏.‏‏]‏ في ‏"‏كتاب الجنائز‏"‏ حدثنا عبد اللّه بن الأشعث حدثنا الحسن بن علي بن مهران حدثنا مكي بن إبراهيم عن غالب بن عبيد اللّه عن حميد عن أنس بن مالك، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏يدخل الميت من قِبَل رجليه، ويسَلُّ سلًا‏"‏، انتهى‏.‏

الآثار‏:‏ روى ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه ‏[‏ابن أبي شيبة‏:‏ ص 130 - ج 3، قال الحافظ في ‏"‏الدراية‏"‏‏:‏ إسناده صحيح، لكنه موقوف على أنس، اهـ‏.‏‏]‏‏"‏ حدثنا عبد الأعلى عن خالد عن ابن سيرين، قال‏:‏ كنت مع أنس رضي اللّه عنه في جنازة، فأمر بالميت، فأدخل من قِبَل رجليه، انتهى‏.‏ حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر عن ابن عمر، أنه أدخل ميتًا من قِبَل رجليه، انتهى‏.‏

- ومن أحاديث الأصحاب‏:‏ روى الترمذي ‏[‏الترمذي في ‏"‏باب ما جاء في الدفن بالليل‏"‏ ص 125، وابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ ص 131 - ج 3‏.‏‏]‏ من حديث المنهال بن خليفة عن الحجاج ابن أرطاة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أن النبي عليه الصلاة والسلام، دخل قبرًا ليلًا، فأسرج له سراج، فأخذه من قِبَل القبلة، وقال‏:‏ رحمك اللّه، أن كنت لأوّاهًا تلاَّءً للقرآن، وكبر عليه أربعًا، قال‏:‏ حديث حسن، وأنكر عليه، لأن مداره على الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، ولم يذكر سماعًا، قال ابن القطان‏:‏ ومنهال بن خليفة ضعفه ابن معين، وقال البخاري رحمه اللّه‏:‏ فيه نظر‏.‏

الآثار‏:‏ أخرج ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏ ‏[‏ابن أبي شيبة‏:‏ ص 131 - ج 3، وقال ابن حزم في ‏"‏المحلى‏"‏ ص 178 - ج 5‏:‏ صحيح‏]‏ عن عمير بن سعيد أن عليًا رضي اللّه عنه كبر على يزيد بن المكفف أربعًا، وأدخل من قِبَل القبلة، انتهى‏.‏ وأخرج أيضًا عن ابن الحنفية أنه ولي ابن عباس، فكبر عليه أربعًا، وأدخله من قِبَل القبلة، انتهى‏.‏

- الحديث الخامس عشر‏:‏ قال المصنف رحمه اللّه‏:‏

- فإذا وضع في لحده، يقول واضعه‏:‏ بسم اللّه، وعلى ملة رسول اللّه، كذا قال النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ حين وضع أبا دجانة الأنصاري في القبر، قلت‏:‏ هكذا وقع في ‏"‏الهداية - والمبسوط‏"‏، وهو وهم، فإن أبا دجانة الأنصاري توفي بعد النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ في وقعة اليمامة، وكانت في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة، في خلافة أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه، كذا ذكره ابن أبي خيثمة في ‏"‏تاريخه‏"‏، وروى الواقدي في ‏"‏كتاب الردة‏"‏ - له‏:‏ حدثني عبد العزيز بن أنس الصفري ‏[‏في نسخة الدار ‏"‏الظفري‏"‏ من البجنوري عفا اللّه عنه‏"‏‏.‏

‏]‏ عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد، قال‏:‏ كان مسيلمة الكذاب رجلًا من اليمامة من بني حنيفة، وكان قد ادّعى النبوة، فذكر القصة بطولها، إلى أن قال‏:‏ وحدثني معاذ بن محمد عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أم سعد بنت سعد بن الربيع، قالت‏:‏ رأيت نسيبة بنت كعب، ويدها مقطوعة، فقلت لها‏:‏ متى قطعت يدك‏؟‏ قالت‏:‏ يوم اليمامة، كنت مع الأنصار، فانتهينا إلى حديقة، فاقتتلوا عليها ساعة، حتى قال أبو دجانة الأنصاري، واسمه‏:‏ سماك ابن خرشة‏:‏ أحملوني على الترسة، حتى تطرحوني عليهم، فأشغلهم، فحملوه على الترسة، وألقوه فيهم، فقاتلهم حتى قتلوه رحمه اللّه، قالت‏:‏ فدخلت، وأنا أريد عدو اللّه مسيلمة الكذاب، فعرض اليَّ رجل منهم، فضربني، فقطع يدي، فو اللّه ما عرجت عليها، ولم أزل حتى وقعت على الخبيث مقتولًا، وابني يمسح سيفه بثيابه، فقلت له‏:‏ أقتلته يا بني‏؟‏ قال‏:‏ نعم يا أماه، فسجدت للّه شكرًا، قال‏:‏ وابنها، هو‏:‏ عبد اللّه بن زيد بن عاصم، قال‏:‏ وحدثني موسى بن بكر عن ابن أبي زينب، قال‏:‏ سألت سالم بن عبد اللّه، كم قتل من المسلمين يوم اليمامة‏؟‏ قال‏:‏ ستمائة من المهاجرين‏.‏ والأنصار‏.‏ وغير ذلك، ثم عقد ‏"‏بابًا في أسمائهم‏"‏، وذكر منهم أبا دجانة الأنصاري، سماك بن خرشة، وقال‏:‏ إنه شهد بدرًا، وفي ‏"‏معجم الطبراني - في ترجمة أبي دجانة‏"‏ أسند عن محمد بن إسحاق، قال في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار‏:‏ أبو دجانة سماك بن خرشة، انتهى‏.‏ والحديث روى من طرق‏:‏ فروى ابن ماجه ‏[‏ابن ماجه في ‏"‏باب ما جاء في إدخال الميت القبر‏"‏ ص 363، والترمذي في ‏"‏باب ما يقول إذا أدخل الميت قبرًا‏"‏ ص 124‏.‏‏]‏ من حديث الحجاج بن أرطاة عن نافع عن ابن عمر، قال‏:‏ كان النبي عليه السلام إذا دخل الميت القبر، قال‏:‏ بسم اللّه، وعلى ملة رسول اللّه، انتهى‏.‏ وزاد الترمذي بلفظ‏:‏ بسم اللّه، وباللّه، وعلى ملة رسول اللّه، وقال‏:‏ حسن غريب من هذا الوجه، انتهى‏.‏ ورواه أبو داود في ‏"‏سننه ‏[‏أبو داود في ‏"‏باب الدعاء للميت إذا وضع في القبر‏"‏ ص 102 - ج 2‏]‏‏"‏ من حديث همام عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن ابن عمر نحوه، بلفظ‏:‏ بسم اللّه، وعلى سنة رسول اللّه، وبهذا الإِسناد رواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع الثاني عشر، من القسم الخامس، والحاكم في ‏"‏المستدرك ‏[‏الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 366، والبيهقي‏:‏ ص 55 - ج 3، وابن جارود في ‏"‏المنتقى‏"‏ ص 269، إلا أن فيه سنة رسول اللّه، بدل‏:‏ ملة رسول اللّه‏]‏‏"‏، بلفظ‏:‏ إذا وضعتم موتاكم في قبورهم، فاقرءُوا لهم ‏[‏في نسخة ‏"‏الدار‏"‏‏:‏ فقولوا ‏"‏المصحح البجنوري‏"‏‏.‏‏]‏‏:‏ بسم اللّه، وعلى ملة رسول اللّه، انتهى‏.‏ قال الحاكم‏:‏ حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهمام ابن يحيى ثبت مأمون، إذا أسند هذا الحديث لا يعلل بمن وقفه، وقد وقفه شعبة، انتهى‏.‏ ورواه البيهقي، وقال‏:‏ تفرد برفعه همام بن يحيى بهذا الإِسناد، وهو ثقة، إلا أن شعبة، وهشام الدستوائي روياه عن قتادة موقوفًا على ابن عمر، انتهى‏.‏ وقال الدارقطني في الموقوف‏:‏ هو المحفوظ، قلت‏:‏ قد رواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏[‏قلت‏:‏ ورواه ابن أبي شيبة‏:‏ ص 131 - ج 3 حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة به مرفوعًا، قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا وضعتم موتاكم في قبوركم، فقولوا‏:‏ بسم اللّه، وعلى سنة رسول اللّه‏"‏، أبو خالد الأحمر عن حجاج عن نافع عن ابن عمر، قال‏:‏ كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا وضع الميت في القبر، قال‏:‏ بسم اللّه، وباللّه، وعلى سنة رسول اللّه‏]‏ من حديث شعبة عن قتادة به مرفوعًا، أن النبي عليه السلام كان إذا وضع الميت في قبره، قال‏:‏ بسم اللّه، وعلى ملة رسول اللّه، انتهى‏.‏ وروى الطبراني في ‏"‏معجمه الوسط‏"‏ حدثنا محمد بن أبان حدثنا سوار بن سهل المخزومي حدثنا سعيد بن عامر الضبعي عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا باللفظ الأول، أعني لفظ الحاكم‏.‏

- حديث آخر‏:‏ روى الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ ‏[‏قال الهيثمي في ‏"‏الزوائد‏"‏ ص 44 - ج 3‏:‏ رجاله موثقون، ورواه البيهقي في ‏"‏سننه‏"‏ ص 56 - ج 4 عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه، أنه قال لبنيه، الحديث، وفي آخره‏:‏ رأيت ابن عمر يستحب ذلك، اهـ‏]‏ حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا علي ابن بحر حدثنا علي بن بشر بن إسماعيل ‏[‏في نسخة ‏"‏الدار‏"‏ حدثنا بشر بن إسماعيل - ‏"‏المصحح البجنوري‏"‏‏.‏‏]‏ حدثني عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه، قال‏:‏ قال لي أبي اللجلاج أبو خالد‏:‏ يا بني إذا أنا مت فألحدني، فإذا وضعتني في لحدي، فقل‏:‏ بسم اللّه، وعلى ملة رسول اللّه، ثم شن علي التراب شنًا، ثم اقرأ عند رأسي - بفاتحة البقرة، وخاتمتها - فإني سمعت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يقول ذلك، انتهى‏.‏

- الحديث السادس عشر‏:‏ قال المصنف رحمه اللّه‏:‏

- ويوجهه إلى القبلة، بذلك أمر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏.‏

قلت‏:‏ غريب، ويستأنس له بحديث أخرجه أبو داود ‏[‏أخرجه أبو داود في ‏"‏الوصايا - في باب التشديد في أكل مال اليتيم‏"‏ ص 41 - ج 2، والنسائي في ‏"‏المحاربة - في باب ذكر الكبائر‏"‏ ص 164 - ج 2، مختصرًا، والحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 59 - ج 1، و ص 259 - ج 4، وصححه، والبيهقي‏:‏ ص 408 - ج 3‏.‏‏]‏، والنسائي عن عبد الحميد بن سنان عن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي عن أبيه، وكانت له صحبة، أن رجلًا، قال‏:‏ يا رسول اللّه ما الكبائر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏هي التسع‏"‏، فذكر منها‏:‏ استحلال البيت الحرام، ثم قال‏:‏ ‏"‏قبلتكم أحياءً وأمواتًا‏"‏، ورواه الحاكم في ‏"‏المستدرك - في كتاب الإِيمان‏"‏، وقال‏:‏ قد احتج الشيخان برواة هذا الحديث، غير عبد الحميد بن سنان ‏[‏لجهالته، ووثقه ابن حبان، كذا في ‏"‏مختصر الذهبي‏"‏‏.‏

‏]‏، فأما عمير بن قتادة، فإنه صحابي، وابنه عبيد متفق على إخراجه، والاحتجاج به، انتهى‏.‏ وقد تقدم بتمامه في الحديث الأول من الباب، واستدل النووي بهذه المسألة، بحديث أخرجه الأئمة الستة في ‏"‏كتبهم‏"‏ عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه، قال له النبي عليه السلام‏:‏ ‏"‏إذا أتيت مضجعك، فتوضأ، وضوءَك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل‏:‏ اللّهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك‏"‏، الحديث، وقد تقدم أيضًا ‏[‏في أول ‏"‏باب الجنائز‏"‏‏.‏

‏]‏، وليس فيه ذكر القبلة، وله نظير أخرجه البخاري‏.‏ ومسلم ‏[‏البخاري في ‏"‏الدعوات - في باب بعد باب التعوذ والقراءة عند النوم‏"‏ ص 935 - ج 2، ومسلم في ‏"‏كتاب الذكر والدعاء - في باب الدعاء عند النوم‏"‏ ص 349 - ج 2، ملفق‏]‏ عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، قال‏:‏ إذا آوى أحدكم إلى فراشه، فلينفضه بطرف ردائه، وليسم اللّه تعالى، فإذا أراد أن يضطجع، فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل‏:‏ سبحانك ربي، اللّهم بك وضعت جنبي، وبك أرفع، اللّهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها وارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما حفظت به عبادك الصالحين، انتهى‏.‏

- الحديث السابع عشر‏:‏ روى

- أنه عليه السلام جعل على قبره اللبِن، قلت‏:‏ أخرجه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، أنه قال في مرضه الذي مات فيه‏:‏ ألحدوا لي لحدًا وانصبوا عليّ اللبِن نصبًا، كما صنع برسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، انتهى‏.‏

- حديث آخر‏:‏ روى ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏[‏قال الحافظ في ‏"‏التلخيص‏"‏ ص 165‏:‏ والبيهقي من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عنه‏]‏ في النوع السابع والأربعين، من القسم الخامس من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ألحد، ونصب عليه اللبِن نصبًا، رفع قبره من الأرض نحو شبر، انتهى‏.‏

- حديث آخر‏:‏ أخرجه ابن حبان أيضًا عن عائشة رضي اللّه عنها، أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كفن في ثلاثة أثواب سحولية، ولحد له، ونصب عليه اللبِن، انتهى‏.‏

- حديث آخر‏:‏ أخرجه الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ‏[‏الحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 362 - ج 1‏.‏‏]‏ عن علي قال‏:‏ غسلت النبي عليه السلام، فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئًا، إلى أن قال‏:‏ وألحد لرسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ لحدًا، ونصب عليه اللبِن نصبًا، وقال‏:‏ صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجا منه غير اللحد، انتهى‏.‏ وهو وهم منه، فقد أخرج مسلم ‏[‏أي من حديث سعد بن أبي وقاص، لا من حديث علي‏.‏‏]‏ نصب اللبِن أيضًا، كما ذكرناه‏.‏

- الحديث الثامن عشر‏:‏ روى

- عن النبي عليه السلام أنه جعل على قبره طُنٌّ من قصب، قلت‏:‏ رواه ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه ‏[‏ابن أبي شيبة‏:‏ ص 133 - ج 3‏.‏‏]‏‏"‏ حدثنا مروان بن معاوية عن عثمان بن الحارث عن الشعبي أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ جعل على قبره طُن من قصب، انتهى‏.‏ وهو مرسل، وروى ابن سعد في ‏"‏الطبقات ‏[‏ابن سعد في ‏"‏طبقاته‏"‏ ص 73 - ج 6، وابن أبي شيبة، مختصرًا‏]‏‏"‏ أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق ‏"‏قال‏:‏ أوصى أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني أن يجعل على لحده طُن من قصب، وقال‏:‏ إني رأيت المهاجرين يستحبون ذلك، قال‏:‏ فضموا أربعة حرادىّ ‏[‏الحرادى‏"‏ ما يلقى على خشب السقف من أطنان القصب، الواحد حردى ‏"‏كذا في المغرب‏"‏ وفي نسخة ‏"‏الدار‏"‏ هرادى ‏"‏بالهاء‏"‏ والمعنى واحد‏.‏ ‏"‏البجنوري‏"‏‏.‏‏]‏ بعضها إلى بعض، وجعلوها لحدًا‏.‏ انتهى‏.‏

وأما حديث ابن عباس، أنه عليه السلام جعل في قبره قطيفة حمراء، فأخرجه مسلم ‏[‏مسلم في ‏"‏الجنائز‏"‏ ص 311‏.‏‏]‏‏.‏ قال النووي رحمه اللّه‏:‏ قال العلماء‏:‏ إنما جعلها شقران برأيه، ولم يوافقه أحد من الصحابة، ولا علموا بفعله، وفي رواية للترمذي إشارة إلى هذا، انتهى كلامه‏.‏

- الحديث التاسع عشر‏:‏ روى

- أن النبي عليه السلام نهى عن تربيع القبور، ومن شاهد قبر النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أخبر أنه مُسَنَّمٌ، قلت‏:‏ الأول‏:‏ رواه محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما في ‏"‏كتاب الآثار ‏[‏كتاب الآثار‏"‏ ص 42‏]‏‏"‏ أخبرنا أبو حنيفة رضي اللّه عنه، قال‏:‏ حدثنا شيخ لنا يرفعه إلى النبي عليه السلام أنه نهى عن تربيع القبور وتجصيصها، انتهى‏.‏

- الحديث الثاني‏:‏ فيه أحاديث‏:‏ فمنها ما أخرجه البخاري في ‏"‏صحيحه ‏[‏أخرجه البخاري في ‏"‏الجنائز - في باب ما جاء في قبر النبي صلى اللّه عليه وسلم‏"‏ ص 186 - ج 1، وابن أبي شيبة‏:‏ ص 134‏]‏‏"‏ عن أبي بكر بن عياش أن سفيان التمار حدثه أنه رأى قبر النبي عليه السلام مسنمًَّا، انتهى‏.‏ وهو من مراسيل البخاري، ولم يرو البخاري بسند ابن دينار التمار إلا قوله هذا، وقد وثقه ابن معين، وغيره، ورواه ابن أبي شيبة في ‏"‏مصنفه‏"‏، ولفظه عن سفيان، قال‏:‏ دخلت البيت الذي فيه قبر النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فرأيت قبر النبي عليه السلام، وقبر أبي بكر، وعمر مسنمة، انتهى‏.‏ وعارضه النووي في ‏"‏الخلاصة ‏[‏وفي ‏"‏شرح المهذب ص 297 - ج 5، بمعنى ما في ‏"‏الخلاصة‏"‏‏.‏‏]‏‏"‏، بحديث أخرجه أبو داود ‏[‏أبو داود في ‏"‏باب تسوية القبر‏"‏ ص 103 - ج 2، والحاكم في ‏"‏المستدرك‏"‏ ص 369 - ج 1‏.‏‏]‏ عن القاسم بن محمد، قال‏:‏ دخلت على عائشة، فقلت‏:‏ يا أمه اكشفي لي عن قبر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ وصاحبيه، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطية، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء، رواه الحاكم وصححه، ثم قال في الجمع بينهما‏:‏ إنه كان أولًا، كما قال القاسم، مسطحًا، ثم لما سقط الجدار في زمن الوليد جعل مسنمًا، انتهى كلامه‏.‏

- حديث آخر‏:‏ رواه محمد بن الحسن أيضًا في ‏"‏الآثار ‏[‏كتاب الآثار‏"‏ ص 42‏.‏‏]‏‏"‏ أخبرنا أبو حنيفة رضي اللّه عنه عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم، قال‏:‏ أخبرني من رأى قبر النبي عليه السلام‏.‏ وقبر أبي بكر‏.‏ وعمر، ناشزة من الأرض، عليها فلق من مدر أبيض، انتهى‏.‏

- حديث آخر‏:‏ رواه أبو حفص بن شاهين في ‏"‏كتاب الجنائز‏"‏ حدثنا عبد اللّه بن سليمان ابن الأشعث حدثنا عبد اللّه بن سعيد حدثنا عبد الرحمن المحاربي عن عمرو بن شمة ‏[‏في نسخة ‏"‏الدار‏"‏ عمرو بن شمر ‏"‏البجنوري‏"‏‏.‏‏]‏ عن جابر، قال‏:‏ سألت ثلاثة كلهم له في قبر النبي عليه السلام أبٌ‏:‏ سألت أبا جعفر محمد بن علي‏.‏ وسألت القاسم ابن محمد بن أبي بكر‏.‏ وسألت سالم بن عبد اللّه، قلت‏:‏ أخبروني عن قبور آبائكم في بيت عائشة، فكلهم قالوا‏:‏ إنها مسنمة، انتهى‏.‏